نظمت أكاديمية ديكم للتدريب والقيادة لقائها الرابع ضمن خطتها التدريبية الأكاديمية للموسم الحالي ، نظمت فيه ورشة عمل حول مفهوم “التخطيط الاستراتيجي” في المؤسسات الأهلية والحكومية، وحاضر فيها الرئيس التنفيذي لأكاديمية قطر للمال والأعمال الدكتور عبد العزيز الحر المدير العام لمركز الجزيرة للتدريب و التطوير، وشارك فيها العديد من الرؤساء والمدراء ورؤساء الاقسام في المختلف قطاعات الدولة، وقد أقيمت الورشة بفندق الجميرة بالمسيلة.
وفي هذا السياق في مقدمة الدورة قال الخبير الاستراتيجي في التدريب والقيادة ورئيس مجلس إدارة ” أكاديمية ديكم ” د. أحمد بوزبر، أننا نهدف في الأساس من وراء لقاءات وبرامج ودورات وورش ” أكاديمية ديكم ” التدريبية إلى تقديم خلاصة المادة التدريبية المبسطة والهادفة بواسطة أفضل مدربي العالم في التنمية البشرية.
وبين د. بوزبر أن الورشة شارك فيها شرائح مختلفة من القياديين ممثلين لمختلف قطاعات الدولة ومنها قطاع النفط والتعليم والتجاري والبنوك والعقاري وقطاع الطب والصيدلة، والقطاع الهندسي، من مدراء وعموم مدراء الموارد البشرية وأساتذة الجامعات ومدراء المشاريع والمهندسين والأطباء والصيادلة، ولفت د. بو زبر أن أكاديمية ديكم تتميز في نقل لقائاتها مباشرة عبر خدمة “أونلاين” للمشاركين من مختلف دول العالم، وقد وضح بو زبر أن أهيمة ما تتميز به أكاديمية ديكم هو خدمة التواصل لما بعد التدريب للمساهمة في تطوير أبنائها من المدربين.
وأوضح د. بو زبر أن الورشة تضمنت شرحا مدخليا في مجال التخطيط الاستراتيجي ، كما شملت كذلك حلقات نقاشية لمعرفة مدى إحاطة المشاركين بجميع الجوانب ذات الصلة بالتخطيط الاستراتيجي، بالإضافة إلى تقديم نماذج متنوعة من مختلف المدارس المتخصصة في علم الاستراتيجيا وذلك ضـمن المــادة التدريبية للـدورة والتي شملـت معـلومات كامـلة (بطريقة الباور بوينت) عن جميع المعلومات التي قام المحاضر بشرحها والتدريب عليها، بالإضافة للعديد من التمارين العلمية المتناسبة مع ما يتم طرحه على المشاركين.
وقد قام بافتتاح الدورة الدكتور عبد العزيز الحر، حيث رحب بالمشاركين، وتمنى لهم الاستفادة الكاملة من فعاليات البرنامج. وأكد على أن التخطيط الاستراتيجي لم يعد ترفاً فكرياً وإنما أصبح ضرورة أساسية وحتمية لكل مجال من مجالات العمل وخاصة في المجال التطوعي الذي يحتاج إلى المزيد من الجهود، وأوضح في كلمته الإقبال الكبير من جميع الأفراد و المؤسسات على هذا العلم، مما يعطي مؤشرات واضحة على إدراك الجميع لأهمية التخطيط الاستراتيجي الذي أصبح –كما قال– من أبجديات العمل المؤسسي.
وعقب الكلمة الافتتاحية مباشرة بدأ الدكتور أولى فقرات الورشة حيث تم تحديد الأهداف الخاصة بالبرنامج، وأهم فقراته، ومنها: أهمية التخطيط وماهية الاستراتيجية، ومفهوم وموقع التخطيط في العملية الإدارية، وعوائق وصعوبات التخطيط، والأخطاء الشائعة في التخطيط الاستراتيجي، والعلاقة بين التفكير والتخطيط الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية، ومفهوم التخطيط الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية ، حيث جرت مناقشات حول ما تم طرحه في هذا الإطار، كما تم تنظيم تدريبات عمل للمشاركين، تم تقسيمهم خلالها إلى أربع مجموعات للتدريب على أهمية وضع أهم العناصر المكونة للتخطيط الاستراتيجي
كما تناول الدكتور الحر الحديث حول الفرق بين الخطة الاستراتيجية والخطة التنفيذية، ونماذج التخطيط الاستراتيجي وأسباب فشل الخطط الاستراتيجية في بعض الأحيان، كما استعرض من خلال تناوله لتلك النقاط مدارس التخطيط الاستراتيجي مركزاً على كلٍ من المدرسة التقليدية و المدرسة الحديثة.
وتم تناول أهم فوائد التخطيط الاستراتيجي، وأثره في منع القرارات العشوائية والمساعدة على تحديد الأهداف، وتحديد اتجاه الفرد والمؤسسة، وتحديد الأولويات والتركيز على تحقيقها، والحث على التفكير والتطوير بشكل مستمر، بالإضافة إلى تحسين استغلال الموارد وتقليل الهدر، وتنظيم الفرد والعمل، وتسهيل عملية المتابعة.
كما تم استعراض الأوهام القائمة التي يتصورها البعض حول التخطيط: مثل الزعم بأنه مضيعة للوقت، وأن العمل يمكن سيره بدون تخطيط، أو أنه يؤدي لهدر المال وإلى الجمود وعـدم الابتكار، أو أنه خطط مكتوبة فقط دون وجود آلية للتنفيذ .
وتم استعراض نتائج الدراسات العلمية في مجال التخطيط الاستراتيجي والتي أثبتت أثر التخطيط في تطوير العمل وتوفير المال وكسر الجمود وتحقيق الأهداف وتوفير الوقت والجهد.
وخلال الدورة تم تناول مجموعة من الأخطاء الشائعة التي قد تواجه التخطيط الاستراتيجي مثل التركيز على الوسائل ونسيان الأهداف، والغرق في المشكلات اليومية، وعدم متابعة تنفيذ الخطة، ووضع معايير للقياس، وعدم تحقق المشاركة الجماعية في إعداد الخطة، وعدم توفير الظروف المناسبة لنجاح الخطة ، وعدم المرونة عند بناءها .
وحول العلاقة بين مفاهيم التفكير الاستراتيجي والتخطيط الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية والمفاهيم المتعلقة بها، شارك الحضور في التدريب حول شكل العلاقة القائمة بين هذه المفاهيم الثلاثة، ثم أوضح – بناء على إجابات المشاركين – شمول التفكير الاستراتيجي للخيال المستقبلي وفهم الواقع والاستجابات المناسبة، وشمول التخطيط الاستراتيجي للوسائل الاستراتيجية، وشمول الإدارة الاستراتيجية للإجراءات والبرامج والوسائل.
كما تم عرض أربعة من نماذج التخطيط الاستراتيجي، شملت نموذج (كوفمان) ونموذج (فورد)، ونموذج (ستين)، ونموذج (ستينر).وأوضح المحاضر مكونات هذه النماذج وأهم ما تتميز به من ملامح، والقواسم المشتركة التي تجمعها مثل: الرؤية والقيم والأهداف وتحليل الواقع والوسائل والخطة التنفيذية.
وقدأثنى المشاركون على هذه الورشة و خصوصا على صاحبها الدكتور عبد العزيز الحر، الذي اعتبره الحضور نموذج للمدرب المتمكن في مجال التنمية البشرية، مشيدين بما قدمه في الدورة من مجموعة من النماذج التدريبية للتعرف على المفاهيم الاساسية للتخطيط الاستراتيجي، وأبرز التعريفات العلمية للتخطيط الاستراتيجي، وكذا ما تم عرضه من المدارس العالمية المتميزة في مجال التخطيط الاستراتيجي بشكل عام .