في إطار التواصل مع الوفود والمؤسسات الخيرية في الخارج، أقام نائب المدير العام لجمعية النجاة الخيرية/ جابر الوندة غبقة رمضانية للوفود والضيوف الزائرين ورؤساء المكاتب والمشاريع الخارجية في عدد من الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمة الملتقى رحب الوندة بضيوف الكويت و جمعية النجاة الخيرية مؤكدا أنهم في بلدهم الثاني الكويت، مثمنا أهمية تواصلهم وجهودهم المبذولة لتنفيذ الاتفاقيات والعقود المبرمة مع الجمعية، حيث قام أعضاء الجمعية ومسئوليها بتكريم مدراء ورؤساء الجمعيات والوفود التي حضرت الغبقة.
وبدوره رحب أمين الصندوق و عضو مجلس الإدارة/ فيصل الزامل بالوفود المشاركة في اللقاء مثنيا على جهودهم البناءة في العمل الخيري والدعوي في بلادهم عبر تبادل الخبرات وتنفيذ المشاريع الخيرية التي تنفع الأمة الإسلامية و المجتمعات البشرية في المشرق والمغرب، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة تعزيز الهوية الإسلامية لدى أبناء المسلمين في جميع أنحاء العالم وبيان حقيقة الإسلام السمحة.
إغاثة المنكوبين والمهجرين
وأضاف الزامل في كلمة له مخاطبا الحضور: إن ما تقومون به من جهود كبيرة في العمل الخيري يعد أمرا عظيما في ظل الظروف التي تتعرض لها المجتمعات الإسلامية من تشريد وضعف وهوان، مبينا أن جمعيات ومؤسسات العمل الخيري والدعوي هي التي فزعت لإغاثة المنكوبين والمهجرين في كل مكان بدعم من متبرعين كرام شعرا بمسؤليتهم تجاه المعاناة التي تعيشها فئة كبيرة من الأمة العربية و الأسلامية.
ولفت الزامل إلى أن توفير أبسط مقومات الحياة للفقراء واللاجئين والمهجرين هو ما تقوم به الجمعيات والمؤسسات الخيرية والدعوية التي لا تخدم المتدينين فقط بل جميع المسلمين و حتى غير المسلمين، لقد احتضنت الجمعيات والمؤسسات الخيرية المهجرين في مختلف أنحاء العالم وقدمت لهم كافة الخدمات وأنشأت لهم دور العبادة وأسست المؤسسات التعليمية والإعلامية وقدمت لهم وسائل الاتصال، مبينا أن تلك الجمعيات والمؤسسات تخدم نحو 38 مليون شخص حول العالم، جميعهم مستفيدون بفضل الله تعالى من المؤسسات والمراكز الإسلامية في دول المهجر وغيرها.
وأشار إلى أن تلك المؤسسات الخيرية تتعاقب عليها جهود أجيال من العاملين المجتهدين، مطالبا القائمين عليها بإعداد الناشئة والشباب ليكونوا قياديين نافعين لأوطانهم ومجتمعاتهم الإسلامية ليقودوا فيها دفة التطوير من خلال تعزيز الهوية الإسلامية، فلا بد من تمكين الجيل التالي لخدمة الدين؛ فالبرازيل أسهم المهاجرون العرب في بناءها بفعالية باعتبارها وطنهم الجديد، و ذلك على مدى ستين عاما، فالأمة الإسلامية لها تاريخ مشرف في البلاد التي هاجر إليها أبناؤها، فمنهم الأطباء و المهندسين و العلماء في وكالات الفضاء، موضحا أن مسلمي المهجر وصلوا إلى أعلى المناصب، فهم بناة دولة وشركاء في حداثتها وتطويرها، وليسوا عمالة هامشية.
العمل الخيري في الداخل والخارج
من جهته أعرب مدير عام جمعية النجاة الخيرية د. محمد الأنصاري عن خالص ترحيبه بالضيوف الحضور، مناديا بضرورة تنمية الكفاءات وإعداد القيادات في العمل الخيري في الداخل وفي الخارج، وضرورة تبادل الخبرات واستمرار التواصل وتعزيز التعاون وتوطيد العلاقات بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية الكويتية ونظيرتها في مختلف أنحاء العالم، وقال الأنصاري أن جمعية النجاة تعمل وفق لوائح ونظم وزارة الشئون الاجتماعية والعمل وعملها، وتتابع عن كثب تنفيذ مشاريعها مع كافة المؤسسات ذات الصلة، وتقوم دوريا بإرسال وفودها لمتابعة تنفيذ هذه الأعمال والمشاريع الخيرية والإشراف عليها عن قرب.
ومن جانبه قال مدير إدارة مساجد حولي وعضو مجلس إدارة هيئة القرآن والسنة/ الدكتور خالد الحيص الذي حضر الغبقة: إن لدولة الكويت منظورا استراتيجيا ممثلا في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث ترتسم الوزارة خطة استراتيجية في العالم الإسلامي لتحقيق الريادة عالميا في خدمة الدين الإسلامي وتعزيز الهوية الإسلامية في مختلف أنحاء العالم متابعا: نتطلع لتحقيق هذه الريادة من خلال توطيد الفكر الوسطي الذي تعززه وزارة الأوقاف الكويتية.
وأوضح الحيص أن الوزارة أطلقت نبتة الدعوة خارج الكويت من خلال إدارة مساجد حولي التابعة لوزارة الأوقاف لبيان القيم السمحة للإسلام من خلال دعم وتعزيز الأفكار الوسطية وبيان أن الإسلام هو دين الرحمة ومن خلال جمعية النجاة الخيرية التي لها باع طويل في خدمة المسلمين وغير المسلمين في مختلف أنحاء العالم فإن هناك تعاونا بين الجمعية ووزارة الأوقاف لتبني مشروع دعوي خيري لتعزيز الوسطية ودعم الهوية الإسلامية في الخارج، وتم عرض المشروع على وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع والذي وعد بدوره بضرورة تدشينه وانطلاقته.
سفراء السلام الدعوي
أما رئيس مركز سفراء السلام الدعوي الثقافي بامريكا -ومقره مدينة ناشفل عاصمة ولاية تنسي في الولايات المتحدة الأميركية- الشيخ ياسر صالح عرفات الحسيني فقد أشاد بالتجمع والتواصل مثنيا على التجربة الكويتية في العمل الخيري والدعوي وعلى الأخص تجربة جمعية النجاة الخيرية والتي وصفها بالمميزة والمتفردة.
معلنا عن مشروع المركز الدعوي الثقافي الذي تم افتتاحة في مدينة ناشفل بولاية تنسي الأميركية، وسيحتوي المركز بين جوانبه على إذاعة ومركز سينما للتعريف بالإسلام ومركز إنتاج سمعيات وبصريات ومكتبة ومركزا لإعداد الدعاة، وفصولا لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية في أميركا، وتطلبت الموافقة على إنشاء هذا المركز تزكيات من الحكومة الأميركية وبالفعل قمنا بدعوة شخصيات ومسؤولين أميركيين وأوضحنا لهم رؤيتنا بأننا سفراء للسلام ودعاة سلام بغض النظر عن أي دين وبينا لهم سماحة الإسلام وأنه دين سلام.
وذكر عرفات أن محافظ المدينة أصدر قانونا بالاعتراف بالجالية الإسلامية هناك على الرغم من أن ناشفيل عاصمة الحزام الإنجيلي فيها أكبر منظمتين للديانة المسيحية وتمت الموافقة على إنشاء المركز الثقافي الدعوي ومن قبله المركز الإسلامي الذي كان عبارة عن قاعة سينما والتي تحولت إلى واحد من أكبر المراكز الإسلامية في الولايات المتحدة الأميركية.
ولفت عرفات إلى أن عدد أفراد الجالية المسلمة في ناشفيل يبلغ 45 ألف مسلم من المهاجرين سواء من العراق أو الصومال أو دول أخرى ومن الأمريكان الأصل، وبفضل الله تم إنشاء هذا المركز مثمنا الدعم الكويتي ودعم جمعية النجاة الخيرية لأنشطة وفعاليات وأعمال المركز، سائلا الله تعالى أن يحفظ الكويت شعبا وحكومة وسائر بلاد المسلمين.