أكد نائب المدير العام بجمعية النجاة الخيرية الدكتور/ جابر الوندة أن أحد التحديات التي تواجه المعاهد العلمية: التمويل وحاجتها إلى موارد مالية ذات استقلالية تكفل لها استمراريتها، وتطويرها، والدفع بها إلى مصاف المؤسسات التربوية والتعليمية الرائدة، فالمعاهد لا تتمتع بالاستقلالية التي تتمتع بها وزارة التعليم، حيث مرت هذه الوزارة بمراحل تطويرية سريعة ساعدها في ذلك استقلالها الإداري والمالي، إلا أن المعاهد العلمية ظل في مكانها تعاني يوما بعد يوم وسنة بعد سنة، إلى أن ازدادت اعبائها المالية.
جاء ذلك خلال مشاركته بورقة عمل (تطوير الموارد المالية في المعاهد العلمية) بالمؤتمر الدولي الأول تحت عنوان “ملتقى المعاهد العلمية” بتنظيم من جمعية عثمان بن عفان للتعاون في تركيا المنعقد بالتعاون مع أكاديمية التأصيل العلمي، بمدينة غازي عنتاب التركية.
وبين الوندة: أن المؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات وتحقيق الشراكات بين المعاهد العلمية المختلفة الموجودة في أنحاء العالم، والاستفادة من التطورات التي شهدتها النواحي العملية التعليمية والتربوية في الفترة الأخيرة للدفع بتلك المعاهد لتبوأ المكانة العلمية اللائقة بها، وتطوير دورها في المجتمع باعتبارها رائدة في تنمية الوعي الديني والاجتماعي والثقافي.
وأوضح الوندة في مشاركته:أن توفير الموارد المالية المستقلة للمعاهد العلمية من خلال البحث عن وسائل عصرية في تدبير التمويلات اللازمة للإنفاق على تلك المعاهد وتطويرها على كافة الأصعدة لهو مطلب أساسي، كان يجب الانتباه إليه منذ النشأة والتأسيس، وهو ما جعل المؤتمر الدولي “ملتقى المعاهد العلمية” الذي يعقد بتركيا في منتصف الشهر القادم يبحث عن حلول عملية وعلمية للوقوف أمام هذا التحدي الأساسي الذي يهدد وجود تلك المعاهد ويؤثر على مسيرتها العلمية في خدمة المجتمع بالشكل الذي تم تأسيسها من أجله.
مؤكدا بأهمية تخصيص محور في المؤتمر حول “تطوير الموارد المالية” للمعاهد العلمية، لهو من الأهمية بمكان، حيث إن محاور العلمية التعليمية في تلك المعاهد بحاجة إلى التطوير، ولن يتأت ذلك إلا من خلال توفير الموارد التي تكفل ذلك.
وختم الوندة توصياته بإنشاء رابطة عالمية للمعاهد من أجل تبادل الخبرات، وكذلك العناية بتأهيل خريجي المعاهد العلمية بالعلوم والتقنية الإدارية، والأخذ بالمعايير الجامعية والأكاديمية موضع الاعتبار، والاستفادة من أحدث التقنيات في التعليم عن بعد، والاهتمام بتعليم اللغة العربية، والعناية بالدراسات والبحوث في التعليم، وانعقاد هذا المؤتمر بصفة دورية.