الكويت – جمعية النجاة الخيرية
من واقع المأساة الكبرى للاجئين السوريين والتي تتزايد يوما بعد يوم، حيث تخطى عدد اللاجئين السوريين 4 ملايين نازح وفق ما أعلنته المفوضية العليا للاجئين والتابعة للأمم المتحدة مؤخرا. ومن المتوقع أن يصل عدد اللاجئين السوريين بحلول نهاية السنة الى 4,27 ملايين يضاف اليهم حوالى 7,6 ملايين نازح داخل سوريا، وفي خضم هذه الكارثة، أعلنت جمعية النجاة الخيرية ولجانها بكافة مناطق الكويت، أنها ستقوم بحملة إغاثية كبرى من جديد لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، بهدف جمع التبرعات وتقديم المساعدات لأبناء الشعب السوري المتضررين والمنكوبين جراء الكارثة التي حلت ببلادهم ودخلت في عامها الخامس.
وفي هذا الشأن قال مدير عام الجمعية الدكتور محمد إسماعيل الأنصاري: أن الحملة الشتوية التي تهب بها الجمعية ولجانها تخفف من معاناة الأخوة السوريين ممن تم تهجيرهم وإجبارهم على ترك منازلهم وأصبحوا يقيمون في مخيمات على الحدود اللبنانية أو التركية أو الأردنية، أو في أي مكان، مشيرا إلى أن الحملة تهدف رسم البسمة على شفاه اللاجئين من أبناء الشعب السوري.. أطفاله وشبابه ونسائه وجميع فئاته وتخفيف المعاناة عنه.
وتناول الانصاري بمشاعر إنسانية نماذج وصور متعددة لواقع اللاجئين وأبنائهم من خلال ابتسامة الطفلة البريئة التي تخفي وراءها معاناة الأسرة، والتي جعلتها تنسى ذكريات الطفولة التي لم تعشها كسائر الأطفال ممن هم في عمرها، وهذه الفتاة التي باتت و قلبها لا يشعر بأنها أنثى وتحطمت كل أحلامها من واقع ما تشاهده وتعيشه كل يوم وهذا الشاب الذي أصبح مبتور القدمين وقد أصبح عالة على أسرته، بعد أن كان هو عائلها، وهذه الخيمة التي تؤي امرأة وأطفالها لا معيل لهم، وأيتام كانوا ينعمون بالأحضان الدافئة بين أبويهم، ونماذج أخرى كثيرة لا يمكن لقلب بشر استيعابها، فهي بكل المقاييس فوق طاقتنا البشرية.
معاناة الأسر السورية اللاجئة لا تقف عند حد تأمين المسكن والملبس والعلاج والطعام، بل تطال مسألة تعليم الأبناء، وتوفير المحضن الاجتماعي لهذه الأسر وبخاصة أن هذه المشكلة بحاجة إلى بذل جهد لا يقتصر على الجمعيات الخيرية وحدها وسط تنامي أعداد اللاجئين.
كما يجسد أطفال اللاجئين السوريين حجم المأساة التي تعيشها بلادهم ببراءة الطفولة الممزوجة بالحزن والأسى، فهذه ابنة الـ4 سنوات تتجاوز في كلامها حدود الطفولة لتصل إلى حد الحديث عن “الانتقام” ممن تسببوا بقطع يد والدها وهذا الطفل الذي لا يعرف لماذا تناثرت دفاتره المدرسية بين حطام منزله ولطختها دماء الجروح النازفة من أشقاءه.
مضيفا: كما تهدف الحملة إلى إيصال انطباع الشعب الكويتي حيال القضية السورية كمساهمة ماديا ومعنويا وكمحاولة لحشد الرأي العام وتوجيهه للاهتمام أكثر لإغاثة إخوانهم السوريين الذين يمرون بظروف صعبة، مبينا: أننا سنقوم بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية لنجاح هذه الحملة الإغاثية الشتوية وأهم هذه الجهات وزارتي الخارجية والشئون، والسفارات الكويتية في دول الجوار السوري والتنسيق مع الجهات المعنية في هذه الدول من جمعيات ومؤسسات خيرية لتوزيع المساعدات على اللاجئين المستفيدين.