الكويت – جمعية النجاة الخيرية
وسط أجواء مناخية شديدة البرودة، سجلت درجات الحرارة خلالها 2درجة تحت الصفر، وصل فريق جمعية النجاة الخيرية النسائي الإغاثي إلى الجمهورية التركية الشقيقة، لتوزيع مساعدات الخيرين للنازحين السوريين المتواجدين على الحدود، والذين تقدر أعداهم بعشرات الألوف يعيشون بين مطرقة الظروف المناخية القاسية، وسندان الجوع والمرض والجهل.
وفي هذا السياق قالت رئيس الفريق الإغاثي النسائي/ وضحة البليس: حرصنا أن نبدأ العام الجديد الذي شرفت فيه الكويت بمسمى عاصمة الثقافة الإسلامية بإغاثة المنكوبين من النازحين، فقمنا بتسيير قافلة إغاثية كبرى لانتشال النازحين من الواقع السيء الذي يعيشون فيه، وقدمنا لهم ما جاد به أهل الخير من مواطني ومقيمي دولة الكويت الكرام، وتستمر فعاليات الرحلة 7 أيام متتالية تحت شعار المعونة الشتوية الشاملة.
وحول أبرز فعاليات الرحلة أوضحت البليس: أنه تم وضع برنامج مميز للرحلة يشملها منذ الإنطلاق وحتى العودة، ففي اليوم الأول تم توزيع مواد غذائية لعدد 2000 أسرة في عدة مناطق حيث تم التنسيق والتجهيز، عبر مكتب جمعية النجاة الخيرية المتواجد بالجمهورية التركية، ومن خلاله تم تسيير أسطول السيارات التي تقل المساعدات، التي وزعت في عدة مناطق للنازحين، ورافقهم فريق الجمعية الذي حرص على الوقوف والإشراف على إيصال هذه المساعدات للنازحين، وتوثيقها، وإرسالها للمتبرعين.
زيارة الجرحى والمرضى
وتابعت: كذلك من ضمن محطات الرحلة، زرنا المرضى والجرحى، والذين أدموا القلوب والعيون، فشاهدنا شباباً في عمر الزهور بترت أعضاؤهم، وأرجلهم وأطرافهم، وأصبحوا عالة على أسرهم، وكذلك شاهدنا مرضى حالتهم الصحية سيئة جدا، وأصيبوا بالشلل من جراء القصف الروسي الغاشم، ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل للحكومة التركية، التي تقدم خدمات جليلة للمرضى، وتحرص على علاجهم، ولكن المصاب جلل، ويحتاج تكاتف وتعاضد الجميع، فمن المشاهد الصعبة على النفس رؤية رجال وشباب كانوا ملء السمع والبصر، أصبحوا عجزة لا يستطيعون القيام بأبسط مهامهم الشخصية.
وقامت البليس خلال الرحلة بتوزيع أكثر من 5000 بطانية للنازحين السوريين، حيث زرنا الكثير من الأسر التي تفتقر إلى الغطاء والتي تعيش ظروفاً إنسانية مزرية، حيث لا دواء ولا كساء ولاغذاء، وبعض هذه الأسر يقتات من فضلات الأطعمة في مشاهد تقشعر لها الأبدان، وتدمي لها العيون، كذلك زرنا المناطق الحدودية البعيدة والتي من الصعب الوصول إليها، حيث كانت محط استقبال الوفود الجديدة للنازحين، لتقدم العون والدعم لهم وكذلك أقمنا برنامج مخصص للأطفال الصغار الذين بلغ حد المرض النفسي عندهم إلى حالات الانتحار والموت، وكراهية الناس والخوف الشديد من كل شيء.
مؤكدة اهتمام الجمعية بتعليم النازحين السوريين، حيث أن الجمعية لديها خمس مدارس نظامية تشرف عليها في الجمهورية التركية، نزورها باستمرار، ونقيم لهم المسابقات ونكرم الفائزين، و تقوم هذه المؤسسات بدور فعال في تعليم هؤلاء الطلاب النازحين، وتحفيظهم القرآن الكريم، وإزالة سحائب الجهل وكسر الواقع الحزين والمؤلم، الذي يعيشون فيه، حيث أصيب الأطفال بأمراض نفسية، وعضوية، شديدة الخطورة، وتحتاج إلى فترات علاج طويلة.
لقاءات اجتماعية
وزادت: قمنا بعمل سلسلة لقاءات اجتماعية مع النازحات السوريات، وشاهدنا عن كثب الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشون فيها، حيث فقدت المرأة السورية زوجها، وأصبحت مسؤولة عن أولادها وأهل زوجها، ولا تجد ما يكفي لإطعام أولادها، فشاهدت زوجة تبكي لعدم توفر الحليب لابنتها الرضيعية وأخرى رأيت بعيني أولادها يرتجفون من شدة البرد، وتحولت أطرافهم ووجوهم إلى اللون البنفسجي من شدة البرد والصقيع، حيث لا لعب، لا أكل، لا أي شيئ، وكأن الطفولة ماتت، فقدمنا لها المساعدات الغذائية، ووفرنا لها وسائل التدفئه.
مشيرة إلى أن المرأة السورية فخر لنساء العرب والمسلمين قاطبة، فوجدهنا رغم الخروج الاضطراري من الوطن، وتفرق الشمل واستشهاد الزوج، وقلة وندرة الحاجات الأساسية، إلا إنها ما زالت مرفوعة الرأس تحمد الله جل وعلا، وتحتسب، وترى أن شمس الحق ستشرق من جديد، ويرجعن لبلدهن قريبا بإذن الله تعالى.
وأوضحت البليس أنها أثناء زيارات السيدات السوريات، شاهدت امراة تعيل 11 فرداً من أسرتها وأخرى تسكن في كراج سيارات مع أولادها، ولا يجدون ما يقيهن البرد القارس، سوى غطاء مهترئ وقديم، والأرض تخلو تماما من أي فرش يقيهم الرطوبة الشديدة، مما أصابهم بالأمراض والعلل الكبيرة.
قابلنا كذلك جد وجدة، توفت زوجة ابنهم، وتركت طفلة عمرها 4 شهور، والأب بالجهاد، وليس لديهم أي شيء يساعدهم على الحياة، فكان هؤلاء الكبار يحملون هم الطفلة الصغيرة فوق هم أنفسهم، قابلنا أب قطعت أطرافه بسبب البراميل المتفجرة، ولا يتحرك ولا يوجد لديه كرسي متحرك يساعده على الحركة فقط جالس في زاوية المنزل في مشهد مبكي وحزين مشيرة إلى أن باب التواصل مع الجمعية مفتوح عبر الاتصال على هاتف: 97277745.
واختتمت البليس أنهن قمن بزيارة مشغل نسائي يعمل به سوريات تبرعت به فاعلة خير من دولة تركيا الشقيقة وتم توزيع منتاجاته من جواكيت للأطفال والطلبة من نتاج السيدات السوريات، استفاد منه أربعة مدارس، وكذلك زرنا مدرسة فيحاء الشام، وهي معنية بتخريج حفظة القرآن الكريم، بالسند المتصل للنبي صل الله عليه وسلم من النازحين السوريين.