الغرف الإضافية لم تعد شاغرة والمكاتب في المنزل أصبحت غرف نوم. تعرفوا على الألمان الذين فتحوا أبوابهم أمام اللاجئين الواصلين إلى أوروبا.
بالنسبة إلى مئات آلاف الواصلين حديثاً إلى ألمانيا، إن المنزل هو حالياً مأوى جماعي – وهذا حل مؤقت بينما ينتظرون نتائج طلباتهم. لكن قلة محظوظة بدأت تبذل جهوداً للاندماج من خلال العيش مع الألمان في منازلهم.
تعرفوا على بعض الألمان من بين الكثيرين الذين يستقبلون اللاجئين لمساعدتهم على الوقوف على أقدامهم.
ماكسميليان وكارولين
استطاع إبراهيم، طالب اللجوء السوري في أوروبا والبالغ من العمر 29 عاماً، الانخراط بسهولة في حياة مضيفيه الألمانيين وهما ماكسميليان وكارولين. كلاهما يعملان كصحفيين وقد قدما له غرفة الضيوف في منزلهما عندما سمعا أنه يجد صعوبة في إيجاد مسكن في برلين.
ويقول إبراهيم الذي فر الصيف الماضي من القتال الذي دار بالقرب من منزله في مدينة اللاذقية الساحلية في سوريا: “إلتقيت بماكس عندما أجرى معي مقابلة لكتابة مقالة. ودعاني للبقاء إن كنت أواجه أي صعوبات”.
بعد خمسة أشهر من الانتقال بين المآوي الطارئة في ألمانيا، تم إخبار إبراهيم أنه يتوجب عليه إيجاد مضيف. لكن بسبب مشكلة إدارية سرعان ما وجد نفسه دون سقف ليحميه. عندها تذكر إبراهيم عرض ماكسيميليان”.
يقول ماكسميليان البالغ من العمر 29 عاماً: “إنه حقاً أمر لا يصدّق. لو لم يقدم المتطوعون منازلهم لكان الكثيرون يعيشون على الطرقات. ما نقوم به هو أقل ما يمكننا فعله. لدينا شقة مؤلفة من ثلاث غرف – الأمر سهل”.
وأوضح إبراهيم للثنائي أنه يريد أن يقف على قدميه في أسرع وقت ممكن وأنه يحتاج للإقامة لشهر واحد فقط. ويقول: “من الغريب جداً الإقامة في منزل شخص آخر – لأنني كنت أحظى بحياة جيدة في السابق. فمن الصعب حالياً الاعتماد على الآخرين”.
بعد عدة أسابيع، يعتبر ماكسميليان وكارولين حالياً إبراهيم كأي مستأجر آخر. ويقول ماكسميليان: “حتى هذه اللحظة لا أعتبر إبراهيم لاجئاً يقيم في منزلنا. إنه أشبه برفيق السكن الذي ينضم إلينا للعب كرة القدم كل إثنين”.
___________________________________
المصدر: النسخة العربية للموقع الإلكتروني للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة