الغرف الإضافية لم تعد شاغرة والمكاتب في المنزل أصبحت غرف نوم. تعرفوا على الألمان الذين فتحوا أبوابهم أمام اللاجئين الواصلين إلى أوروبا.
بالنسبة إلى مئات آلاف الواصلين حديثاً إلى ألمانيا، إن المنزل هو حالياً مأوى جماعي – وهذا حل مؤقت بينما ينتظرون نتائج طلباتهم. لكن قلة محظوظة بدأت تبذل جهوداً للاندماج من خلال العيش مع الألمان في منازلهم.
تعرفوا على بعض الألمان من بين الكثيرين الذين يستقبلون اللاجئين لمساعدتهم على الوقوف على أقدامهم.
جانين وستيف
ويقول ستيف البالغ من العمر 28 عاماً وهو مصمم غرافيك من برلين إلتقى وائل بعد الرد على ما نشره على موقعه على شبكة التواصل الاجتماعي باحثاً عن مكان هادئ لدراسة اللغة الألمانية: “نحن لسنا هؤلاء المتطوعين الرائعين والسخيين الذين تقرأون عنهم”.
ويضيف قائلاً بأن “لا شيء مميز بالذي نقوم به. قرأنا ما نُشر وفكرنا أنه يمكننا تقديم المساعدة. كان الأمر تلقائياً”.
لكن بالنسبة إلى وائل الذي يبلغ من العمر 20 عاماً والذي غادر دمشق الخريف الماضي عندما منعته القنابل من الدراسة، إن الترحيب الذي تلقاه من الثنائي –وكلبهما وقطتيهما- لا يقدر بثمن.
يقول وائل: “يجعلني ذلك أتمنى لو كنت ألمانياً. لا أستطيع أن أتخيل مدى الفخر الذي يمكن أن يشعر به الفرد لمعرفة أن بلده مليء بالأشخاص الطيببين”.
لم يكن باستطاعة جانين وستيف أن يأملا قدوم ضيف أفضل. وتقول جانين وهي محاسبة تبلغ من العمر 28 عاماً ومن برلين أيضاً: “إنه سعيد بكل شيء. وبالطبع يجعلنا هذا الأمر نفكر بعدم أهمية الأمور التي تزعجنا”.
وتضيف قائلةً بأن “وائل كان يشعر بالقلق من أن تطول فترة استضافته لكننا أخبرناه بأنه يستطيع البقاء طيلة الوقت الذي يناسبه. فنحن من برلين ونقول ما نفكر فيه. تعرفت والدة ستيف عليه ودعته إلى منزلها يوم عيد الميلاد”.
وبالتأكيد فإن سلوك وائل المتسم بالعزيمة من الأمور المساعدة. وبعد أسابيع قليلة من الدخول إلى البلد، إستقر وائل بشكل جيد جداً في الحياة في ألمانيا. وفي كل صباح، يقوم بتوضيب الفرشة الهوائية على أرض مكتب منزل ستيف ويستعد للذهاب إلى دروس اللغة الألمانية في الجامعة المحلية. وعندما يصبح طليقاً باللغة، يأمل وائل أن يتابع دراسته ويحقق حلمه في أن يصبح مبرمجاً في غوغل.
____________________________________
المصدر: النسخة العربية للموقع الإلكتروني للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين