الغرف الإضافية لم تعد شاغرة والمكاتب في المنزل أصبحت غرف نوم. تعرفوا على الألمان الذين فتحوا أبوابهم أمام اللاجئين الواصلين إلى أوروبا.
بالنسبة إلى مئات آلاف الواصلين حديثاً إلى ألمانيا، إن المنزل هو حالياً مأوى جماعي – وهذا حل مؤقت بينما ينتظرون نتائج طلباتهم. لكن قلة محظوظة بدأت تبذل جهوداً للاندماج من خلال العيش مع الألمان في منازلهم.
تعرفوا على بعض الألمان من بين الكثيرين الذين يستقبلون اللاجئين لمساعدتهم على الوقوف على أقدامهم.
سارة وستيفي
بعد النجاة من كابوس الرحلة من أفغانستان إلى ألمانيا، كاد ميسيد وعائلته يطيرون فرحاً عندما أُحضروا إلى منزل في قرية بالقرب من درسدن وقيل لهم بأنه يمكنهم العيش فيه.
فر ميسيد من منزله في جنوب أفغانستان بعدما قتل قطاعو الطرق شقيقه الأصغر سناً وجيرانه بوحشية. ويقول والد السبعة أطفال بأنه لا يستطيع العيش بخوف دائم.
يقول ميسيد البالغ من العمر 37 عاماً متحدثاً من خلال مترجم: “قتلوا شقيقي من دون سبب على الإطلاق. وبعد ذلك، كان من المستحيل البقاء. كنت أشعر بالقلق في كل دقيقة من أن يأتوا في المرة المقبلة لقتل بناتي”.
ويقول “في اليوم الذي وصلنا فيه إلى هذا المنزل لم نحلم قط أننا سنأتي إلى هنا لنعيش. لم أصدّق أنه بإمكان بناتي الخروج واللعب بأمان. فمن الصعب التعوّد على ذلك بعد كل ما جرى”.
منزل ميسيد الجديد هو ملك لثنائي ألماني مؤلف من سارة البالغة من العمر 39 عاماً وستيفي البالغ من العمر 43 عاماً وهما موسيقيان ومؤسسان لمجتمع فنانين في شرق منطقة روهرسدورف. هذا الصيف، ومع عبور مئات آلاف طالبي اللجوء إلى ألمانيا، كان الثنائي منشغلاً في أخذ قرض من أجل منزل ضيوف سابق مجاور بهدف استضافة عائلة.
وتقول سارة: “أردنا استخدامه للاجئين لأن الكثيرين من الذين يصلون يحتاجون إلى منازل. وكان من الواضح أنه علينا القيام بشيء عملي. إن لم نساعدهم فإلى أين سيذهبون؟”
وبعد مرور شهر واحد، بدأت فتاتا ميسيد الأكبر سناً تتعلمان اللغة الألمانية في مدرسة محلية. وغالباً ما يتشارك ستيفي وسارة العشاء الأفغاني مع جيرانهما بينما يلعب طفلاهما الصغيران في المنزل مع أصدقائهما الأفغان الجدد. ويقول ميسيد: “حصلنا على هبة رائعة من الله. وفي الكثير من الأوقات أفكر أنا وزوجتي كيف سنتمكن من التعويض لهؤلاء الأشخاص –عائلتنا الجديدة، أشقائنا وشقيقاتنا الجدد”.
____________________________
المصدر: النسخة العربية للموقع الإلكتروني للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين