حثنا ديننا الحنيف على بذل الصدقة والتصدق، على أوجه الخير المختلفة، تقربا لله عز وجل، وطلبا للمغفرة وحبا لله، فهي تكفر الذنوب وتحط الخطايا، وتفرج الهموم والكروب، وتكون سببا في السعادة والخير والبركة والنماء.
ولقد وردت العديد من الآيات والأحاديث النبوية في شأن الصدقة:
قال تعالى: (وَالَّـــذِينَ فِــي أَمْــوَالِـــهِمْ حَــــقٌّ مَّعـــْلُومٌ لِلسَّــــائِلِ وَالْمَـــــحْرُومِ) المعارج: 24-25، و يقول سبحانه وتعالى: (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) الذاريات: 19، ويقول الله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة:261.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “على كل مسلم صدقة، فقالوا: يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق، قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قالوا: فإن لم يجد؟، قال: فليعمل بالمعروف ويمسك عن الشر فإنها له صدقة” رواه البخاري.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (كل سلامى عليه صدقة، كل يوم يعين الرجل في دابته يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ودل الطريق صدقة” رواه البخاري.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء بالدعاء” رواه الطبراني.
تعريف الصدقة :
الصدقة لغة: جمع صدقات ، وتَصَدَّقتُ: أعطيتُهُ صدقةً، والفاعل مُتصَدِّقٌ، [وهو الذي يُعطي الصدقة]، ومنهم من يخفف بالبدل والإدغام فيقال: مُصَّدِّقٌ، والمتصدِّقُ: المُعطي، والصدقة هي العطية، وفي التنزيل: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} [1].
والصدقة اصطلاحاً: العطية التي يُبتغى بها الثواب عند الله تعالى [2].
قال العلامة الأصفهاني: (الصدقة ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة، كالزكاة، لكن الصدقة في الأصل تقال للمتطوَّع به، والزكاة للواجب، وقد يُسمَّى الواجب صدقةً إذا تحرَّى صاحبها الصدق في فعله) (3).
مشروعية الصدقة:
القرآن الكريم :
لقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحض على الصدقات: قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَناًّ وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} سورة البقرة : 261-262 ، ويقول سبحانه وتعالى: (لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) سورة آل عمران 92، ويقول سبحانه: (وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) سورة المزمل 20، ويقول سبحانه: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) سورة سبأ: 39، ويقول سبحانه: (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) سورة الذاريات 19، ويقول سبحانه: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) سورة التوبة 103.
السنة النبوية :
قال صلى الله عليه وسلم: “كل سلامى عليه صدقة، كل يوم يعين الرجل في دابته يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة، ودل الطريق صدقة” رواه البخاري.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :”من استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة” (رواه أحمد ومسلم).
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يغرس مسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلاّ كانت له صدقة” رواه البخاري ومسلم والترمذي
الفقهاء :
لقد أجمع الفقهاء على مشروعية الصدقة وأفردوا لها كتباً في صحاحهم منها على سبيل المثال: كتاب الزكاة ، كتاب النفقة ، كتاب البر والصلة، كتاب الجهاد ، كتاب الوصية [4].
الفرق بين الزكاة والصدقة :
الزكاة هي عبادة يقوم بها المسلم لله تعالى، ويقوم بها بإعطاء المحتاجين ممّا فرضه الله عليه من أنواع مختلفة، أمّا الصدقة هي عبادة يقوم بها المسلم لله تعالى، ويقوم بها بإعطاء المحتاجين ما يخرج من خاطره دون فرض من الله تعالى[5].
فكل زكاة صدقة، ويطلق على الزكاة صدقة، وليس كل صدقة زكاة، ولكل نوع من أنواع الزكاة والصدقات أحكام فقهية، وكذلك عند إخراجها.
المراجع
***********
1 – القحطاني، سعيد بن علي، صدقة التطوع في الإسلام، الرياض، مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، ص5.
2 – التعريفات للجرجاني، ص 173، ولغة الفقهاء، لمحمد روَّاس، ص 243.
3 – مفردات ألفاظ القرآن، للأصفهاني، ص٤٨٠.
4 – شحاته، حسين حسين، أحكام الصدقات وفضائلها، www.Dr-Hussienshehata.com
5 – http://bit.ly/2CArDtU