بيتشاموتو دارمالينجام هو اسم رجلٍ مكافح من سريلانكا يبلغ عمره اليوم 69 عامًا، وُلِد عام 1950 لوالدين بسيطين في بلدة تُدعى هاتون، وهي بلدة هادئة ذات طبيعة خلابة في وسط سريلانكا، معظم مساحاتها مغطاة بالمزارع الخضراء والشلالات الفاتنة. وتعتبر بلدة هاتون من المناطق الرئيسية لزراعة الشاي في سريلانكا ولذلك فقد عمل والداه بالزراعة شأنهما شأن الغالبية العظمى من سكانها. ولكن رغم أنها جنةٌ في الأرض لم تكن حياة بيتشاموتو نعيمًا.
عندما أسلم بيتشاموتو
تشكل نسبة المسلمين في سريلانكا أقل من 10% من عدد مواطنيها، وقد وُلِدَ بيتشاموتو لوالدين غير مسلمين، إلا أن انتقاله للعيش في بيئة إسلامية وسط المسلمين لفترة طويلة قد أثّر به تأثيرًا كبيرًا، فرزقه الله الهداية في عامه الخامس والثلاثين عام 1985، وقرر اعتناق دين الإسلام.
اختار بيتشاموتو أن يكون اسمه الجديد عبدالرزاق، رغم ذلك يقول أن اسم “محمد أشكر” هو اسمه المعروف به في قريته. وكما اعتاد بيتشاموتو على الجدية والمسؤولية فقد حرص بعد إسلامه على تعلم كيفية الصلاة وكيفية أداء سائر العبادات المفروضة، والتزم بها بفضل الله.




بداية الرحلة
وُلد بيتشاموتو وترعرع بين مزارع الشاي مع والديه حتى عمر الثامنة إلى أن شاءت الظروف أن ينتقل للعيش مع أسرة مسلمة في منطقة كورونيغالا شمال غرب سريلانكا مودعًا مزارع الشاي والخضرة الخلابة، ومودعًا والديه نحو رحلة طويلة من الكفاح والعمل الجاد.
لم يستقر بيتشاموتو طويلًا، فلم يلبث أن انتقل مجددًا في عمر الثانية عشر للعيش مع أسرة مسلمة أخرى في بيئة جديدة ومنزل مختلف. وبذلك لم يعرف بيتشاموتو طعم الاستقرار طوال طفولته ولم يتسن له الجلوس على مقاعد الدراسة. كان يعمل بجدٍ ويخدم عند الآخرين منذ صغره، واضطر لتولى المسؤولية في سنٍ مبكر.
عندما أسلم بيتشاموتو
تشكل نسبة المسلمين في سريلانكا أقل من 10% من عدد مواطنيها، وقد وُلِدَ بيتشاموتو لوالدين غير مسلمين، إلا أن انتقاله للعيش في بيئة إسلامية وسط المسلمين لفترة طويلة قد أثّر به تأثيرًا كبيرًا، فرزقه الله الهداية في عامه الخامس والثلاثين عام 1985، وقرر اعتناق دين الإسلام.
اختار بيتشاموتو أن يكون اسمه الجديد عبدالرزاق، رغم ذلك يقول أن اسم “محمد أشكر” هو اسمه المعروف به في قريته. وكما اعتاد بيتشاموتو على الجدية والمسؤولية فقد حرص بعد إسلامه على تعلم كيفية الصلاة وكيفية أداء سائر العبادات المفروضة، والتزم بها بفضل الله.
استمرار الكفاح
لم يتسن لعبدالرزاق الزواج، ولم يحظ بإمكانية تكوين أسرة لضيق ذات اليد، وها هو بعد سنوات من العمل الجاد، وجدت التجاعيد طريقها إليه، وأدى تقدمه في السن إلى إصابته بالمياه البيضاء في عينه اليمنى، فأصبحت رؤيته ضبابية غير واضحة مما جعل أداء مسؤولياته وأعماله اليومية أو حتى الذهاب إلى المسجد أمرًا شاقًا عليه.
حاول عبدالرزاق إيجاد فرصة للقيام بالعملية اللازمة لعلاج عينه إلا أن الظروف قد حالت دون ذلك. فلما اشتدت عليه إصابته جاءه الفرج من الله وسمع من أحد أقاربه عن جمعية النور الخيرية، وكانت حينئذ في خضم تنفيذ حملة “إبصار” لعمليات العيون، فعاد إليه الأمل وذهب لإجراء الفحوصات في المخيم الطبي.



وتيسّر له الحال فتم تأكيد اسمه ضمن قائمة العمليات، وانتظر عبدالرزاق بحماسٍ بالغ حتى حان وقتها كمن ينتظر بشرى سعيدة، فهي العملية التي ستمكنه من استعادة عينه الحبيبة. وأخيرًا في اليوم الموعود انتظر مع مئات الأشخاص الذين حضروا من مناطق مختلفة حول العاصمة كولمبو، فلما حان دوره دخل إلى غرفة العمليات متوكلا على الله لم يمضي أكثر من 10 دقائق حتى اتم الطبيب إجراء العملية بنجاح. وقام الطبيب وغطّا العين بضماد لا يجب إزالته إلا بعد مرور 24 ساعة، فعاد عبدالرزاق إلى بيته بأملٍ كبير، مشتاقًا للغد.
صبيحة الغد، صلّى عبدالرزاق الفجر داعيًا ربه راجيًا بحرارة أن يعيد له نعمة البصر، ثم ذهب مع أحد أصدقائه إلى المشفى تتسارع دقات قلبه مع كل خطوة إليها، دخل إلى الطبيب وتمت إزالة الضماد، فأبصر عبدالرزاق نور الحياة من جديد، وقد قال في خضم سعادته، محاولًا وصف إحساسه: وهو في شدة السعادة
“لا أستطيع أن أصف شعوري لقد عادت لي الحياة بعد أن أبصرت النور من جديد”. عاد إلى منزله مبصرًا طريقه، متنعمًا بنعمة البصر وشاكرًا لله عليها. كان عبدالرزاق يرى نفس ما كان يراه من أناسٍ وأشياء قبل العملية، ولكن بعيونٍ جديدة وبسعادةٍ بالغة كأنه يراهم لأول مرّة.
عبد الرزاق ليس وحده فهناك أكثر من 5 آلاف إنسان أبصروا نور الحياة من جديد بفضل الله ثم بفضل متبرعي حملة “إبصار” التي أطلقتها جمعية النجاة الخيرية. واليوم تمكن عبدالرزاق من الاستمرار في رحلة كفاحه وعمله مثل الكثيرين حول العالم، وقد أصبح قادرًا من جديد على القيام بأعماله اليومية، وأداء مسؤولياته، والذهاب إلى المسجد بغير مشقة.